مقدمة:
تواجه مؤسسات التجزئة اليوم بيئة عمل أسرع وأكثر تقلبًا وتعقيدًا من أي وقت مضى. في هذه البيئة، القدرة على اتّخاذ قرارات منهجية وسريعة وذات جودة أصبحت من أهم عوامل التفوّق التنافسي.
هذا المقال يقدّم خلاصة منهج علمي عملي في اتخاذ القرار، يوضح الخطوات الأساسية، القواعد والطرق، أسباب فشل القرارات، وأهمية التنفيذ ، مع تطبيقات عملية لكل قسم في شركة سوبرماركت.
أهمية مهارات اتخاذ القرارات:
القرار هو اختيار بين بدائل لتحقيق هدف محدّد. وإذا لم يكن الهدف واضحًا سيتشتّت تركيز المقرر وقد يخطئ في اختيار البديل المناسب.
في تجارة التجزئة، قرار واحد حول الطلب، الترويج، التوزيع أو المخزون قد يؤثر على الربحية ورضا العميل وسير العمليات لأشهر أو سنوات.
دراسات حديثة أظهرت أن جودة وسرعة القرار ترتبط بعوائد مالية أعلى، وأن المؤسسات التي تتخذ قرارات أسرع وأدق تحقق أداءً مالياً أفضل بنسبة تصل إلى 20%.
الخطوات الرئيسية لاتخاذ القرار:
هناك خطوات رئيسية تساعد على اتخاذ القرارات الصائبة بنسبة عالية، و تقلل الوقوع في القرارت السيئة أو الخاطئة، وتضمن منهجية التعلم من الققرارات الخاطئة، بالاعتماد على الخطوات الرئيسية التالية:
- تحديد الهدف (Objective): وضوح الهدف هو الأساس الذي تُبنى عليه بقية الخطوات.
- جمع المعلومات: التركيز على المعلومات الضرورية فقط، وتجنب المبالغة في التفاصيل.
- الاستشارة (مصفوفة السلامة والقبول): استشارة الخبراء في الجوانب الفنية والمتأثرين عند الحاجة.
- توليد البدائل: لا تكتفِ بأول بديل معقول، بل صغ ثلاثة بدائل على الأقل.
- المفاضلة بين البدائل: باستخدام المصفوفة لتحديد الشروط الأساسية والتفضيلية.
- التنفيذ والمتابعة: وضع خطة تنفيذية واضحة ومؤشرات أداء ومراجعة مستمرة.
قواعد و طرق اتخاذ القرار:
هناك العديد من القواعد والطرق التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار، وهي مرتبطة بمراحل و خطوات القرارات، فهناك قواعد خاصة بالهدف وهناك طرق خاصة بالاستشارة، كل ذلك يتم التطرق خلال الدورة التدريبية المتوفرة للزملاء في الشركة، لذا سنسلط الضوء على عينة من تلك القواعد والطرق التي يتم استخدامها في اتخاذ القرار داخل بعض في الشركات الكبرى.
- مصفوفة القرار: مقارنة البدائل وفق شروط أساسية وتفضيلية.
- قاعدة إلغاء الأسوأ: استبعاد البدائل غير المقبولة.
- طريقة بييز: لاختيار القرار الأفضل عندما تتوفر احتمالات أو بيانات جزئية.
- قاعدة تأثير الفراشة: التركيز على العوامل الصغيرة ذات الأثر الكبير.
- قاعدة PO : تحدي أول بديل جيد والبحث عن بدائل أفضل.
فشل القرارت:
تفشل القرارات غالبًا بسبب غياب الهدف، أو ضعف جودة المعلومات، أو اتخاذ القرار بسرعة دون دراسة كافية، أو بسبب تأجيل القرار المهم.
الدراسات تشير إلى أن المدراء يقضون 40٪ من وقتهم في اتخاذ القرارات، ونصف هذا الوقت يُستخدم في قرارات غير فعالة، مما يؤدي إلى خسائر تشغيلية كبيرة.
أهمية تنفيذ القرار:
تنفيذ القرار هو ما يحول الاختيار إلى نتائج واقعية. التنفيذ الجيد يعني تحويل الفكرة إلى عمل ملموس وفق خطة واضحة ومسؤوليات محددة.
في شركات التجزئة القرار بلا تنفيذ قد يعني استمرار الهدر أو تراجع المبيعات، رغم وضوح الرؤية.
الدراسات غنية بالأمثلة على أهمية مهارات اتخاذ القرارات داخل الشركات، كتقرير ماكينزي الذي يشير إلى المنظمات التي تتخذ قرارات سريعة وعالية الجودة تحقق عوائد مالية بنسبة تصل إلى 20% عن مثيلاتها. كما يشير تقرير كي بي ام جي إلى ان استخدام التحليل التنبؤي يقلل تكلفة المخزون بنسبة 30% ويرفع المبيعات. وهناك دراسات وتقارير أخرى نستعرضها في مجال شركات التجزئة لمجال عملنا في الشركة السعودية لللتسويق (أسواق المزرعة) تبين أهمية مهارة التخاذ القرارات.
والخلاصة أن علم اتخاذ القرار ليس مجرد مهارة إدارية، بل هو علم متكامل يربط بين المنهجية والمنطق والتحليل والتجربة. وتطبيق قواعده في بيئة السوبرماركت يعني رفع كفاءة العمليات، تقليل الأخطاء، وتحسين الربحية والاستدامة. والاستثمار في هذا العلم هو استثمار مباشر في نجاح الشركة ومستقبل موظفيها.
